ورد عن أحد العلماء في تعريف فترة الخطوبة أنها:
فترة يتعارف فيها الطرفان من أجل أن يقتربا, ودليل الاقتراب هو نمو العاطفة وإحساس كل فرد بالميل ناحية الطرف الآخر نعم إنه الحب العذري والرومانسية الأصلية يرعاها المجتمع وتخضع لحدود الشرع.
وهذا التعريف من وجهة نظري تعريف دقيق وصحيح فالخطوبة فترة للتعارف والتقارب بل وللاختبار, لكنه تماماً عكس ما أصبحنا نلامسه اليوم في مجتمعنا للأسف تحولت لدى الكثيرين الى فترة يمكنهم فيها التحلل من أي ضابط شرعي أو اجتماعي بحجة أنهم في فترة خطوبة معلنة تحت مظلة موافقة الأهل والمجتمع.
حتى أنها أصبحت لدى البعض محطة تفريغ لكبت عاطفي, وترجمة لكل ما شاهداه على الشاشات أو سمعاه في الأغاني أو من الأصدقاء, للأسف غاب عن بال الكثيرين أنها فترة يجب ان تحتسب فيها التصرفات بدقة وتتم ملاحظة الايجابيات والسلبيات وتسجيلها من أجل موازنتها بل إنه من الأصح ان يفكر كل منهما بعمق في السلبيات ..ولا ينصح أبداً بأن نفكر أنها ستتغير على العكس, فعند قبول أحد الطرفين بالآخر عليه أن يعي أن شريكه هكذا ولن يتغير ...علماً أن التغيير أمر طبيعي ويحدث ولكن لا يجب أن يكون أساساً ينطلق منه...حتى لا يصاب بخيبة أمل أو تحدث النكسة عندما يكتشف أن صبره ومحاولاته باءت بالفشل...أضف إلى أن إحساس أي طرف بأن الآخر يريد تغييره يجعله أكثر ثباتاً وتمسكاً بمواقفه وأفكاره..
اكتشفت سلبيات الآخر ولكن ..
انها فترة امتحان واختبار فمهما امتلك احدهما إمكانية إخفاء حقائق ما أو طبائع بإمكان الآخر- اللبيب الفطن- أن يلتقط إشارات واضحة لها وغالباً ما سوف تنكشف إذا ما كانت فترة الخطوبة كافية طبعاً, ويحدث كثيراً أن يكتشف طرف طباع صعبة ومعقدة لا طاقة له لا بتحملها ولا بتقبلها ولا بتغييرها ولكن ...للأسف على اعتبار انو فترة الخطوبة لدى الكثيرين هي الفرصة الأولى للاحتكاك بالجنس الاخر فإن البعض يتعلق بالطرف الآخر غالباً بسبب التعود الذي يشعره بأنه غير قادر على الانفصال رغم ما اكتشف, وأن ألم الفراق أصعب من ألم تحمله له ...وفي أحيان أخرى لأسباب اجتماعية كأن يكون فسخ الخطوبة عيب لدى الأهل أو أن أحدهم مر بأكثر من تجربة خطوبة ويخاف من تعليقات من حوله أو لوم المجتمع له الذي سوف يعتبره المسؤول عن تكرار الفشل, وأن الخلل إنما يكمن في مراسه الصعب وعناده ...وهنا يدخل في دوامة لا تنتهي ...ويلعب الحظ والقدر لعبته فإما يكابد في حياة زوجية صعبة أو يحدث تغيير لأحد الطرفين غالباً ما يكون الطرف الذي سبق أن قدم التنازلات مستمراً في تقديمها إلى ما لا نهاية.....
خطوبة ..أم مظاهر و أعباء مادية لا تنتهي..!
ومن عيوب فترة الخطوبة التي شاعت في هذه الأيام هي المبالغة في الإنفاق والاسراف على الهدايا والعزائم والولائم والحفلات وكأننا تناسينا بأننا ضمن فترة تجربة.
ولا تنتهي هذه الفترة إلا وقد أرهقت الطرفين بدون مبرر منطقي أو عذر مقبول ..بعض الشبان يبالغ في تقديم الهدايا التي تكلفه ميزانية تقارب ميزانية زواجه نفسها...وبعض الأهالي يتذمرون من التكاليف المرهقة بسبب زيارات الخطيب المتكررة بشكل محرج أحياناً..أما حفلة الخطوبة في حد ذاتها فحدث ولا حرج ...وللأسف كثيراً ما بتنا نسمع اليوم عن خطوبات فاشلة قد كلفت مبالغ طائلة ...
التوعية أمر مطلوب..ممن؟؟
التوعية مسؤولية من ؟ هل هي مسؤولية الأهل؟ هل هي مسوؤلية الشباب أنفسهم؟ هناك أسئلة ينبغي أن تطرح ..أمور ينبغي الاتفاق عليها ومفاهيم ينبغي الوقوف عندها ووجهات نظر ينبغي تقريبها بين الطرفين فكل منهما يتقدم من بيئة مختلفة ليشارك بها الآخر.
قالو يوماً: الزواج هو أصعب أنواع الشراكة على الاطلاق
من هنا تأتي أهمية الخطوبة ...حتى لا يندم أحد يوماً على أهم فرصة مر بها لم يعرف أن يستغلها أويتعامل معها.
انتظر آرائكم ومشاركاتكم فالموضوع مطروح هنا للنقاش ...
ودمتم فى رعايه الله
الأربعاء 05 أغسطس 2009, 8:39 pm
