بان كي مون ود. عصام العريان
كتب- أحمد سبيع:
التقى صباح اليوم بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة عددًا من الشخصيات التي تُمثِّل المجتمع المدني في مصر، كان على رأسهم د. عصام العريان عضو مكتب الإرشاد والمتحدث الإعلامي باسم الجماعة، ود. أماني قنديل الناشطة في حقوق الإنسان والمدير التنفيذي للشبكة العربية للمنظمات الأهلية في القاهرة، وحافظ أبو سعدة الأمين العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ونهاد أبو قمصان رئيس المركز المصري لحقوق الإنسان، وعزة كامل رئيس مركز وسائل الاتصال الملائمة من أجل التنمية "أكت".
ووجَّه بان كي مون التحيةَ للشعب المصري على ثورته العظيمة مبديًا استعداده لتقديم العون والمساعدة لمصر في الفترة المقبلة، موضحًا أنه التقى وزير الخارجية المصري، وسوف يلتقي اليوم مع شباب الثورة وبعض الجهات الأخرى.
وفي كلمته أكد د. عصام العريان أنه يرحب بالأمين العام في مصر، متمنيًا أن تنطلق روح الثورة المصرية التي غيَّرت النظام السابق إلى الأمم المتحدة حتى تقوم فيها ثورة حقيقية تحقق تطلعات الشعوب، مؤكدًا استعداد الثورة المصرية لمساعدة الأمم المتحدة لتحقيق هذا الهدف.
وقال: إن الأمم المتحدة قامت على هدفين رئيسيين، وهما حفظ الأمن وحل الصراعات المسلحة، إلا أنه للأسف فشلت المنظمة الدولية في تحقيق أي من الهدفين منذ نشأتها.
وتحدث العريان أيضًا عن الدور الاجتماعي والاقتصادي للمنظمة الدولية، ولكنه للأسف، لدعم الحكومات الديكتاتورية التي استخدمت أموال المنح والمعونات لتجميل صورتها أمام العالم الآخر، وضرب مثالاً بالمنح التي كانت لدعم المرأة المصرية، وكانت تستغلها سوزان مبارك للدعاية لنفسها بأنها ناصرة المرأة، وأنها أعطتها ومنحتها صلاحيات لم تكن تحصل عليها في وقتٍ آخر.
وأضاف: إن الأمم المتحدة فشلت أيضًا في تبني روح الديمقراطية حيث لم تتحدث في تقريرها عن الألفية الجديدة عن كيفية دعم الديمقراطية، منتقدًا الضغوط التي مارستها المنظمة الدولية على الدكتور نادر فرجاني خلال إعداده تقرير التنمية البشرية؛ حيث كانت تحذف فصولاً كثيرةً عن الفساد والديكتاتورية حتى لا تغضب الأنظمة، وأعطت مظلة شعبية للولايات المتحدة الأمريكية و"الناتو" لضرب ليبيا كما حدث سابقًا مع العراق، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى تدمير الشعب الليبي، ونهب ثرواته، وسوف يظل حاكمه كما هو وهذا قمة الفشل الدولي.
كما تحدث عن فشل الأمم المتحدة في القضية الفلسطينية وعدم قدرتها على تبني أي من قراراتها الخاصة لحل هذه القضية، ومثال على ذلك هو قضية اللاجئين الذين بدءوا بحوالي مليون لاجئ فلسطيني ووصلوا إلى حوالي 6 ملايين دون وطن أو مأوى.
كما انتقدت د. أماني قنديل دور الأمم المتحدة المكرر مع الحكام ما أفقدها أي ثقل أو تأثير في حل مشاكل هذه الدول، وخاصةً المتعلقة بالممارسات الديمقراطية، مؤكدةً ضرورة دعم الأمم المتحدة لمنظماتها في مختلف المجالات.
وهو نفس ما نادى به حافظ أبو سعدة الذي أكد فشل المنظمة في دعم ملف حقوق الإنسان وترسيخ الممارسة الديمقراطية، والذي أدى في النهاية إلى وجود ديكتاتوريات مختلفة ضربت عرض الحائط بحقوق الإنسان والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وفي نهاية اللقاء أكد أن كي مون أنه واضح عندما تسلم المسئولية بأنه لن يستطيع تغيير المنظومة الدولية، ولن يستطيع بناء ديمقراطية، مؤكدًا أنه إذا كانت الأمم المتحدة بحاجة إلى التغيير فإن الذين يقفون أمامه الآن بحاجة إلى تغيير، وإصلاح وهو ما علق عليه العريان أن موجة التغيير التي شاهدها العالم بدأت من أمريكا اللاتينية ثم أوروبا الشرقية ثم عدد من دول الشرق الأقصى، وأخيرًا الوطن العربي، ولكنها لم تمر فوق واشنطن.
وقد حضر اللقاء عدد كبير من مستشاري ومساعدي الأمين من بينهم د. زياد الرفاعي ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في مصر، والذي أبدى ترحابًا شديدًا بالحضور واستجابتهم لهذه الدعوة.